الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** حي مصر القديمة **

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

 

مصر القديمة هو أحد أحياء مدينة القاهرة عاصمة مصر ويقع جنوبي القاهرة ويضم القاهرة القبطية ومنطقة المنيل وجزيرة الروضة وهو يعد من الأحياء العريقة في مدينة القاهرة وكانت منطقة مصر القديمة سابقا تسمي بمصر العتيقة ويحد حي مصر القديمة من الشمال حي السيدة زينب ومن الجنوب حي البساتين ودار السلام ومن الغرب يفصل النيل بينه وبين حي الجيزة والدقي ومن الشرق حي الخليفة وينقسم حي مصر القديمة إلي عدة مناطق فرعية هي الفسطاط وخرطة أبو السعود وعزبة الفسطاط والفرنساوي وخرطه الشيخ مبارك والمنيل والروضة ومنطقه كوم غراب وفم الخليج والمدابغ وحسن الأنور والسكر والليمون وأرض السادات ودير النحاس وهرمل وأثر النبي وأبو سيفين والطيبي والجباسة وحوش الغجر وعشش القرود والعلواية
وكانت أحدث التجمعات السكنية بهذا الحي هي مدينة الفسطاط الجديدة والتي تقع خلف حديقة الفسطاط بين بحيرتي عين الصيرة وهي أرقى منطقة سكنية الآن بالحي ويتم أمامها مباشرة إنشاء متحف الحضارات بمنحة من منظمة اليونيسكو والذي سوف يصبح أكبر المتاحف المصرية بعد المتحف المصري الكبير بالهرم وبجوار المتحف تم إنشاء مبنى دار الوثائق القومية بمنحة من الدكتورمحمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة وعاشق مصر وعاشق الثقافة والعلم حيث تبرع الرجل الذى يعشق مصر وشعبها بمبلغ 120 مليون جنيه من أجل بناء مقر جديد لدار الوثائق القومية بمنطقة مصر القديمة وحقا ليست هذه هي المرة الأولي التي يتبرع فيها هذا الرجل من أجل معشوقته مصر فقد تبرع أيضا بمجموعة كبيرة من أندر الكتب وأهداها إلي الحكومة المصرية في مناسبة أخرى فتحية إجلال وتقدير لهذا الرجل الذى أحب مصر فأحبته مصر وأحبه شعب مصر وإلي جوارمتحف الحضارات ودار الوثائق القومية توجد أيضا إدارة شرطة السياحة والآثار وإدارة الخيالة التابعتين لوزارة الداخلية …..
ويوجد بحي مصر القديمة العديد من المحاور المرورية منها نفق الملك الصالح وكوبري الملك الصالح وكوبري الجيزة المعروف بإسم كوبرى عباس وكوبرى المنيل والذى يؤدى إلي كوبرى الجامعة وكوبري الروضة للمشاة كما يمر مترو الأنفاق بالحي عبر 3 محطات هي من الجنوب إلي الشمال محطة الزهراء ثم محطة مارجرجس ثم محطة الملك الصالح ومن أهم شوارع مصر القديمة شارع جامع عمرو وكورنيش مصر القديمة وشارع الجيارة وشارع حسن الأنور وشارع أبو سيفين وشارع محمد الصغير وشارع عبد العزيز آل سعود وهو من أشهر شوارع منطقة المنيل وطريق الإمام كما يضم الحي مجموعة من المعالم الحديثة أهمها مسجد صلاح الدين الأيوبي بمنطقة المنيل والذى يقع في مواجهة كوبرى الجامعة مباشرة والذى تم بناؤه في ستينيات القرن العشرين الماضي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومعهد السرطان ومستشفي مبرة محمد علي ونادي محلة الرواد ومستشفى دار السلام العام المعروف بإسم مستشفي هرمل ومدرسة الفسطاط الثانوية للبنين ……

ويوجد بالحي أيضا عدد من الحدائق مثل حديقة الفسطاط والتي كانت في الماضي مقلبا لتجمع المخلفات والقمامة وحديقة العاشر من رمضان وحديقة أحمد رامي نسبة للشاعر الغنائي الكبير أحمد رامي وحديقة أم كلثوم نسبة لسيدة الغناء العربي أم كلثوم ويوجد أيضا بالحي العديد من المتاحف مثل المتحف القبطي بجوار محطة مارجرجس لمترو الأنفاق داخل حدود حصن بابليون القديم والذي توجد بقاياه خلف مبني المتحف مباشرة وقد بدأ تشييد هذا الحصن في أيام حكم الفرس لمصر والتي لم تستمر طويلا ثم حدثت عليه العديد من عمليات التدعيم والإضافات والتقويات في عهد الإمبراطورين الرومانيين أغسطس وتراجان في خلال القرن الثاني الميلادي ثم أضاف إليه من جاء بعدهما من أباطرة الرومان الكثير والكثير ويجب الإشارة إلي دور عالم المصريات والآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو والذي عمل علي جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري بميدان التحرير وبعدها طالب مرقس باشا سميكة عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلي إهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون التي كان قد تم تكوينها قبل ذلك بعدة سنوات في خلال فترة حكم الخديوى توفيق لمصر وقد جاهد هذا الرجل طويلاً حتى تمكن من إقامة المبني الحالي للمتحف الذي إفتتح في عام 1910م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وعين هو أول مدير لهذا المتحف وكذلك يوجد متحف قصر المانسترلي باشا ومتحف أم كلثوم وكذلك متحف قصر الأميرمحمد علي توفيق والمتحف الجيولوجي وتوجد بالحي أيضا بعض الجزر النيلية في نهر النيل كجزيرة الدهب وجزيرة الروضة وتوجد علي شاطيء النيل بالحي العديد من مراسي السفن والمراكب النيلية السياحية المتحركة والثابتة …..

وبالإضافة إلي ماسبق يوجد بمصر القديمة العديد من المناطق الأثرية مثل الكنيسة المعلقة وهي من أقدم و أعرق الكنائس في مصر والتي لا تزال باقية حتي اليوم وقد تم بناؤها بشكل معلق وليس علي أعمدة حيث بنيت على برجين من الأبراج القديمة من أبراج الحصن الروماني الشهير حصن بابليون وكنيسة أبي سرجة أو كنيسة الشهيدين سرجيوس وواخس والتي بها مغارة أقامت بها العائلة المقدسة أثناء هروبها لأرض مصر وهي كنيسة أثرية مشيدة فوق هذه المغارة والتي تسمي بمغارة الهروب وتوجد تلك المغارة عند الهيكل وموقع هذه الكنيسة الحالي عند مايعرف بإسم مجمع الأديان بالقاهرة القديمة داخل حدود منطقة حصن بابليون وأيضا توجد بحي مصر القديمة كنيسة القديسة بربارة وقد تأسست في أواخر القرن الرابع الميلادى وأوائل القرن الخامس الميلادي وتوجد في حارة الروم في منطقة حصن بابليون ايضا وتحوي جسد تلك القديسة وهي كنيسة جميلة وعريقة وذات قدسية خاصة وإحترام وتقدير ويوجد على يمين مذبح الكنيسة حائط إرتفاعه 4 أقدام وبه صندوق به جسد القديسة بربارة حيث كان يسمح للزوار بلمس جسدها …..
ومن المعالم الأثرية أيضا في حي مصر القديمة توجد كنيسة السيدة العذراء مريم بقصرية الريحان وكنيسة السيدة العذراء مريم بالدمشرية بالإضافة إلي معبد بن عزرا اليهودي وهو أحد المعابد اليهودية المصرية ويقع في منطقة الفسطاط بحي مصر القديمة ويعد واحد من أكبرها وأهمها وخصوصا مع تولي الحكومة المصرية له بالرعاية وترميمه وتحويله لأثر ومزار سياحي نظرا لإحتواء مكتبته على نفائس الكتب والدوريات اليهودية التي تؤرخ لفترة وجود طائفة اليهود في مصر والمعبد في الأساس كان كنيسة تسمى كنيسة الشماعين وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية للطائفة اليهودية عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها وسمي المعبد بهذا الإسم نسبة إلى عزرا الكاتب أحد أحبار اليهود الكبار ويسمى أحيانا بمعبد الفلسطينيين أو معبد الشوام ويعرفه الباحثون واليهود المحدثين بمعبد الجنيزا نسبة إلى مجموعة وثائق الجنيزا الشهيرة التي وجدت به عام 1890م …..

وأخيرا يوجد بحي مصر القديمة واحد من أهم وأشهر المساجد في مصر والعالم الإسلامي وهو مسجد عمرو بن العاص أول وأقدم مسجد في قارة أفريقيا وأول مسجد يبني خارج شبه الجزيرة العربية والعراق والشام وقد بني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها عام 21هجرية الموافق عام 641م في عهد الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب علي يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص وقد شيده في نفس المكان الذى أقام فيه فسطاطه أى خيمته عند دخوله مصر وكان نواة العاصمة الجديدة لمصر والتي سميت بالفسطاط نسبة إلي خيمة سيدنا عمرو بن العاص وكان يسمى أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع وإستنادا إلى الشبكة الإسلامية كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعا في 30 ذراعا وله ستة أبواب وظل كذلك حتى عام 53هجرية الموافق عام 672م حيث توالت التوسعات من هذا التاريخ فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان أول خلفاء الدولة الأموية وأقام فيه أربع مآذن ثم توالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر في الأزمنة المختلفة حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع والتجديد والتطوير المستمرة حتي وصل الآن إلي حوالي 120متر في 110متر ومما يذكر أنه كان قد تم تجديده بالكامل في السنوات الأخيرة وفيه يتم إحياء صلاة التراويح في شهر رمضان المعظم كما تقام صلاة عيد الفطر أمامه في ساحته التي تعد خصيصا لهذا الغرض ومن آثار مصر القديمة أيضا سور مجرى العيون والسبع ساقيات ومقياس النيل بالروضة وهو ثاني الآثار الإسلامية في مصر وقد تم بناؤه في عهد ولاية سيدنا عمرو بن العاص علي مصر بعد فتحها وتحريرها من الرومان في زمن الخليفة عمر بن الخطاب أيضا بغرض التعرف علي وتحديد كمية ومقدار مياه فيضان النيل كل عام والذي كان بموجبها يتحدد مقدار خراج او ضريبة الارض الزراعية في ضوئها زيادة أو نقصانا وبالإضافة إلي ماسبق نجد من معالم حي مصر القديمة ايضا قصر الأمير محمد علي توفيق وضريح سليمان باشا الفرنساوى مؤسس وقائد الجيش المصرى في عهد محمد علي باشا والي مصر بمنطقة المماليك بجزيرة الروضة وعيون مياه عين الصيرة الكبريتية التي تستغل في علاج العديد من الأمراض الروماتيزمية وأمراض العظام والمفاصل …..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى